لحماية البيئة البحرية في دولة قطر، كشفت إدارة العمليات البيئية بوزارة البيئة والتغير المناخي عن نظام إنذار مبكر متطور يعمل على حماية البيئة من أحد أخطر ملوثاتها، وهو النفط.

إذ تم إطلاق النظام في مقر الوزارة بحضور معالي الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، وهو يستخدم تقنية الأقمار الاصطناعية لرصد التلوث النفطي في النظام البيئي البحري في مختلف أنحاء الدولة.

يمثل هذا المشروع حلاً لمراقبة التلوث النفطي بدقة عبر رادارات الأقمار الاصطناعية، وقد تم تطوير هذا المشروع بالتعاون مع كيانات مرموقة مثل:

(Sky Perfect JSat Corporation)، و(Kongsberg Satellite Services) النرويجية، وشركة (Itochu) اليابانية.

تتمثل أحدث وأهم مميزات هذا النظام في قدرته على اكتشاف حتى أصغر حالات انسكاب الزيت، والتي تصل إلى 40 لتراً أحياناً، من دون التأثر بعوامل أخرى مثل الظروف الجوية الصعبة التي تشمل السحب الكثيفة، والأمطار، والضباب، وضوء الشمس الساطع.

ويعمل النظام من خلال إرسال موجات الرادار والتقاط انعكاسها من على سطح بقع الزيت، ثم يحدد القمر الاصطناعي هذه المناطق على أنها نقاط سوداء أو عمياء، ويقدم أدلة بصرية يتم نقلها كصور وتقارير إلى الوزارة.

من جانبها، أوضحت المهندسة دارين صالح المصيفري، ممثلة إدارة العمليات البيئية، الغرض من نظام الإنذار المبكر الجديد، وأكدت على توافقها مع رؤية واستراتيجية وزارة البيئة وتغير المناخ لحماية البيئة البحرية، ومكافحة التلوث الذي يشكل مخاطر على الأحياء المائية والكائنات الحية.

وسلطت المهندسة الضوء على امتثال النظام للاتفاقية الدولية للتأهب والاستجابة والتعاون في مجال التلوث النفطي لعام 1990، وهو التزام قطعته دولة قطر لضمان التأهب والاستعداد للتعامل مع مثل هذه الحوادث.

ومن المقرر أن يزود المشروع وزارة البيئة والتغير المناخي بصورة يومية بالقمر الاصطناعي وتقرير مفصل عن المناطق الاقتصادية. وستعمل هذه المعلومات القيمة على تمكين الخبراء الوطنيين من ذوي الخبرة الواسعة في الاستجابة للتسرّبات النفطية، ومكافحة حوادث التلوث في البيئة البحرية بشكل فعال.

يأتي إطلاق نظام الإنذار المبكر المتطور الجديد كمؤشر على مدى حرص دولة قطر والتزامها بالحفاظ على نظامها البيئي البحري، وضمان التعايش المستدام بين الطبيعة والأنشطة البشرية.